وكالة سجاد الإخبارية
محام يقوم اليوم الإثنين بتقديم دعوى قضائية ضد مقدمي البرامج "نزار الفارس" و"منال المعتصم" بتهمة التلاعب والاستهزاء بزوار الإمام الحسين.
ووفقًا لنص الدعوى الذي تمت مراجعته من قبل وكالة سجاد الإخبارية، تم تقديمه إلى قاضي محكمة تحقيق الكرخ الثالثة، اتهم "(نزار الفارس)" بنشر محتوى على صفحته في فيسبوك يحمل تصرفات سيئة واستهزاءً بحق الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذا يصنفه ضمن أصحاب المحتوى الهابط.
وأشار مقدم الدعوى إلى أن "(منال المعتصم)" قامت في 28 أغسطس 2023 بالتشمت والاستهزاء بزوار وضيوف الإمام الحسين والعراق بعد وفاتهم في حادث مروع، مستغلة ذلك لإثارة النعرات الطائفية، وهذا يتعارض مع القانون العراقي الذي يجرم ويحظر الاساءة للطوائف الدينية وشعائرها، وفقًا للمادة (372) من قانون العقوبات العراقي.
وختم مقدم الدعوى بالطلب من الجهات المعنية اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد "نزار الفارس" و"منال المعتصم" لكونهما عبرة لأي شخص يتجرأ على المساس بالطوائف الدينية في المستقبل.
يُعتبر هذا الدعوى القضائية خطوة هامة نحو حماية حقوق الطوائف الدينية والتصدي للتحريض الطائفي والاستهزاء بقيم دينية مقدسة. وتأتي هذه الدعوى في سياق التزايد الملحوظ في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لنشر المحتوى الضار والمسيء، والذي يمكن أن يسهم في زيادة التوترات والصدامات الاجتماعية.
من المهم أن نفهم أن حرية التعبير هي حق أساسي، ولكنها ليست خالية من القيود، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالاستهزاء بالقيم الدينية والشعائر الدينية للآخرين. يجب أن تكون هناك توازن بين حرية التعبير وحماية القيم والاعتقادات الدينية للأفراد والجماعات.
بالنظر إلى القانون العراقي وما ينص عليه من مواد تجرم الاساءة للطوائف الدينية، يجب أن يكون هذا الدعوى فرصة لتوعية الجمهور حول أهمية احترام الأخرين واحترام قيمهم الدينية والثقافية. وعلى السلطات القضائية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان تطبيق القانون بشكل عادل ومتوازن.
إذاً، يمكن القول أن هذه الدعوى القضائية تعكس التزام العراق بحماية التعددية الدينية والثقافية وضمان السلم الاجتماعي والتنمية المستدامة في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نشدد على أهمية تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية على الإعلاميين والمشاهير الذين يمتلكون منصات كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. إن استخدام هذه المنصات يأتي مع مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع والقيم الاجتماعية. يجب على الأفراد في مواقع الإعلام والترفيه أن يتحلىوا بالحذر والاحترام في تعاملهم مع القضايا الدينية والثقافية.
على صعيد أوسع، يمكن أن تكون هذه الدعوى فرصة لتعزيز حوار مجتمعي بناء يسهم في تعزيز التفاهم بين الطوائف والأديان المختلفة في العراق. يمكن للجمعيات والمؤسسات المجتمعية تنظيم فعاليات وأنشطة تعزز الحوار وتعرف الناس على قيم وثقافات بعضهم البعض.
في النهاية، يجب أن يكون هدفنا الأسمى هو بناء مجتمع متنوع ومتسامح يحترم التعددية الدينية والثقافية ويعمل على تحقيق التضامن والسلام الاجتماعي. ويمكن أن تكون هذه الدعوى القضائية خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف بالمساهمة في وقف التحريض والاستهزاء بقيم الآخرين وتعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم الثقافي.
إرسال تعليق